Friday 21 December 2012

The Three Pillars of Wisdom .. And the fourth column .. The days of Resurrection


 
بقلم: نارام سرجون‏ ‏

 
كلما سئم القلم وتضجر من رفقة أصابعي والتصاقها الحميم به .. زجرته الأصابع ..وأخذته الى الخدمة الالزامية على الورق وعلى حدود الأرق .. ولولا المشقة والعار ولولا خوفي من أن تصفعني أصابعي لاهانتها لوصفتها "بجبهة النصرة" لكثرة ماساقت من الأقلام وسفحت حبرها ونزيفها على نطوع الورق .. ولكن من غير ذلك التكبير المقيت على الذبائح البشرية..

وكلما تعبت أصابعي من رقصها على مفاتيح الحروف وسمعت لهاثها .. زجرها قلبي ووبخها عقلي وذكّرها أنها في حالة استنفار .. فأصابعي لاتعصي أوامر عقلي .. وهي لا تخضع لحكم "المرشد" .. وأصابعي ليس لها ولي فقيه معصوم الا قلبي ..
فهذا زمن يرتزق فيه الكلام ويمارس التسول ويتعرى أو تعرض فيه كلمات الاغواء في المؤتمرات السياسية للمعارضات العربية كبائعات الهوى .. كلام بلا كرامة يلبي كل الدعوات والولائم المجانية وحفلات القمار والرقص الخليع والحفلات الاباحية القاصفة .. وقد يلبس العمامات ويتربص بنا في كل مكان ليغتال بكواتم الصوت كل المصطلحات العظيمة التي تتجول بأمان في شوارع الذاكرة منذ الطفولة الاولى ..
 
 
الكلام القبيح الوقح انفلت من كل عقال وصار يحمل السلاح ليمارس السلب والنهب في مخازن الذاكرة .. الكلام الفاجر الذي يصافح أصدقاءه العظماء في تل أبيب أو يقف على حدود ادلب وينتظر شارون صار يغتصب عذارى الأفكار ويذبح الكلام الذي زرعه الآباء والأجداد ويقطع شجر النخيل والزيتون .. وصار يصوب الرصاص نحو "جسد الوطنية" ونحو "الوفاء" كيلا يبقى في الوطن الا الخيانة والطوائف .. وظلال الناتو..وابتسامة شارون اللعينة الشامتة على حدود ادلب ..
 
وفي هذه الأجواء الرديئة سأعلن الأحكام العرفية في المقالات وسأطلق كتائب مغاوير الكلام وكوماندوس اللغة في طرقات البيان .. لتعتقل كل العراة وكل بائعات الهوى واللذة المحرمة .. ولتجندل كلمات الخيانة رميا بالرصاص .. ولتقيم المحاكم الميدانية وتعلق المشانق في ساحات الورق لكل الكلمات التي ترتكب الخيانة العظمى والفساد الأكبر .. وفي أقفاص الاتهام ستقف كل مفردات الربيع ومفردات الحرية وحقوق الانسان ومفردات الثورة وحكم الشريعة .. وستهدم كل أعمدة الحكمة التي رفعها الثوار .. فكل محاكمي الميدانية محاكم عسكرية .. لاتقبل الطعون .. وأحكامها نافذة ..وفورية..فهل تشاركونني في محاكمي .. وهل تشاركونني في هدم أعمدة الحكمة الثورية ؟؟..
 
منذ مئة عام كما تعلمون قامت ثورة لورنس العرب الذي كتب كتابه الشهير (أعمدة الحكمة السبعة) الذي يتحدث فيه عن الثورة العربية ضد الأتراك ويرسم نموذج الادارة السياسية للمجتمعات العربية الناهضة و "المتحررة" .. واليوم تسير ثورة معاكسة يقودها الأتراك وأبناء لورنس .. وتنهض من ثناياها عباءة لورنس العرب وأعمدة حكمة جديدة ..

فما هي أعمدة الحكمة الثورية التي تستند اليها الثورات العربية التي نجحت في مصر وتونس وليبيا وهي التي ترفع مشروع الاستعمار الجديد في سورية؟؟ .. ان أعمدة الحكمة الثورية السبعة هي:

الناتو صديق العرب الجديد
الروس والايرانيون أعداء العرب الأزليون
الاسلام دين العنف وحكم الشريعة قدر وحتمية
الوطنية والعروبة كفر
السلام مع اسرائيل ضرورة حتمية
افراغ الشرق من تعدده الديني حتمي
نهاية قضية فلسطين صارت حتمية .. وآخر مراحلها وصل مع وصول خالد مشعل الى غزة ..ومقاتلي حماس الى مخيم اليرموك بدل مخيم جنين

ومن تابع الازمة السورية منذ بداياتها الأولى يلاحظ أن خيمة المعارضة السورية التي جمعت تحتها العربان والأمريكان وسقتهم القهوة العربية دما من شراييننا وعزفت لهم أوبرا (الشعب يريد) وسيمفونية (الله أكبر) الحمراء .. يلاحظ أن هذه الخيمة نهضت كغيرها على أعمدة الجكمة السبعة الثورية السابقة وربطتها بأوتاد المزاعم الكثيرة .. ولكنها وبسبب عاثر حظها تأرجحت وسمع الجميع صوت تقصف أعمدتها .. فأضاف الثورجيون ثلاثة أعمدة كبرى لتبقى هذه الخيمة منتصبة وسط هذه الصحراء لاستراحة الغزاة .. فتعالوا معي الى داخل هذه الخيمة لنقترب من هذه الأعمدة الضخمة الثلاثة الاضافية لنرى ان كانت غائرة ومنغرزة في الأرض وثابتة .. ولنرى ان كانت هذه الأوتاد مشدودة ومتينة ..

العمود الأول هو عمود يسميه الثورجيون والعربان (حتمية سقوط النظام ان عاجلا أو آجلا) ..وهو عمود صار أشبه بعمود يوم القيامة .. ومن لايؤمن به فهو ليس من الثوار وليس من الأحرار .. فالايمان باليوم الآخر للنظام السوري هو أحد أركان الايمان الثوري .. ويسمى اليوم الآخر في أدبيات الثورة (ساعة الصفر) .. ويوم القيامة السوري أيضا لايختلف عن يوم القيامة الذي يهدد به الثورجيون ويصفون أهواله وأيام الحساب والعقاب .. وصار العالم برمته ينتظر قيامتين .. القيامة التي تنتظر الانسان على الارض منذ أول الخليقة .. والقيامة السورية .. ولم يعد ينافس قيامة الله الا يوم القيامة السورية لكثرة المبشرين به وبعذابه وحتميته القدرية .. وكما تحدد كل الثقافات الانسانية يوم القيامة الموعود في مواعيد محددة وموعودة منذ آلاف السنين .. فان يوم القيامة السوري دخل في نفس الطريق من النبوءات والمواعيد ..ساعة صفر بعد ساعة صفر بعد ساعة صفر .. ولايزال كهنة الثورة يحددون ساعات الصفر .. وماأكثرها .. ويفجرون شوارعنا ومقاهينا ومدارسنا .. فيما نحن نفجر أيام القيامة تحت أقدامهم .. هل هناك أجمل من تفجير أيام القيامة ونسفها على تخوم دمشق وحلب؟؟ ولذلك فان هذا العمود مخلخل ويترنح .. وسيسقط على رؤوس من يقف بجانبه أو يمسك به ليمنعه من السقوط .. فابتعدوا قليلا أيها الواقفون في ظلاله فانه يتمايل .. وسيهوي على رؤوس كثيرة ..وقد أعذر من أنذر..
 
أما عمود الحكمة الثاني الذي تتكئ عليه خيمتنا الثورية فهو (حتمية تحرك الناتو ان عاجلا أم آجلا)..ولكن الحقيقة التي يجب أن تقال هي أن الجيوش الوحيدة التي تفوقت على الجيوش العربية وفرسانها في عملية الاستعداد لمعركة التحرير ..هي جيوش الناتو!! .. فالجيوش العربية تستعد لتحرير فلسطين منذ قرن تقريبا ولم تتحرك حتى هذه اللحظة رغم كل الوعيد بــ (الغضب الساطع آت) ..  

الناتو يهددنا ويتلصص على حيطاننا ويسبح قبالة شواطئنا ولم يحرر شيئا للأحرار .. ويمكن القول بثقة متناهية تماما أن الناتو أكثر سوءا من جيوش العرب وأكثر ثرثرة من كل جنرالات الشنبات العربية .. وكذلك فان احتمال دخول الجيوش العربية الآن الى فلسطين هو أكثر احتمالا من تحرك الناتو نحو دمشق .. فعندما تتحرك جيوش محمد مرسي الجرارة وجيوش عبد الله الثاني وجيوش أبو متعب وجيش الفيلد مارشال حمد بن خليفة وجيوش الباشا أردوغان وجيوش المجاهدين والقاعدة لتقتحم تل أبيب فالرجاء ابلاغي لأجهز نفسي للقاء الناتو على حدود دمشق .. ولايحضرني هنا سوى مثال من مسلسل وادي المسك للفنان دريد لحام الذي كان يلعب دور الدجال الذي يعد الناس بوصول (الشحن) من بلاد الغربة .. ومضى المسلسل والدجال يردد (الشحن لم يصل بعد).. وانتهى المسلسل .. والشحن لم يصل بعد ..ونحن سنقول (والناتو لم يصل بعد)..
وأتذكر اليوم حادثة موجعة عندما استنجد فلسطيني التقى بالملك عبدالله (جد الملك عبدالله الثاني) وقال له ملتاعا: أنجدنا ياجلالة الملك فاليهود أخذوا قريتنا بالأمس .. فوعده الملك باستردادها فورا وقال له مطمئنا : أبشر .. أبشر .. وفي اليوم الثاني كانت البشرى هي أن اليهود استولوا على 16 قرية عربية أخرى .. ولذلك استميحكم في أن أسمي عمود الحكمة الثاني منذ اليوم (عمود البشرى) لأن المبشرين بالناتو في كل اللقاءات يسمعون عبارة ابشر ابشر (بكل لغات الناتو)..
 
أما العمود الثالث الذي يرفع مؤخرة الخيمة فهو عمود (تغير الموقف الروسي ان عاجلا أو آجلا) .. والحقيقة أنني صرت أشفق على الروس وعلى أعصابهم من كثرة الالحاح عليهم بهذا السؤال بالرغم من أن الروس قالوها بالفم الملآن ..وبكل اللغات وعبر سفنهم وشحنات سلاحهم .. وأنهم لن يتغيروا لأسباب تخص أمنهم القومي الى حد كبير .. ونقل عن أحد الديبلوماسيين الروس الذي لم يعد قادرا على ممارسة الصبر الديبلوماسي واستفزه أحد الدببة العرب عندما سأله عن حقيقة موقف روسية النهائي فقال له: لم نعد ندري بأية لغة نقولها .. ولم نعد نعرف اي المفردات هي التي يفهمها عقل العرب .. هل آذان العرب من نوع نادر ولاتسمع الا الترددات فوق الصوتية كآذان الخفافيش؟؟
 
ويعتمد العمود الثالث على مقولة غريبة لاتنسجم مع منطق التاريخ بل انها تزور التاريخ بكل وقاحة وصفاقة .. وهذه المقولة تقول ان الروس معروفون بالانقلاب على الحلفاء .. وأنا لست محاميا أدافع عن الروس لكن من حقي قرع الرؤوس الفارغة حتى يسمع الجميع رنينها كالأواني الفارغة .. ولاأدري من أين جاءت هذه المقولة وعلى ماذا استندت.. وأزعم ان من روّجها هو الرئيس الراحل أنور السادات عندما قرر الانتقال الى الضفة الامريكية فطرد الخبراء الروس بشكل مفاجئ بحجة ترددهم في تزويده بالسلاح بالرغم من أن البعض وجد تردد الروس مبررا لشكوكهم القوية تجاه تحولاته المريبة وخاصة بعد تشدده مع الاتجاهات الشيوعية واطلاق العنان للتيارات الاسلامية .. لأنه كان الرئيس المؤمن الذي انتهى كما كل المؤمنين في دار أميريكا المؤمنة ..
لكن من يراجع هذه المقولة عن الروس ويأتي بها الى المحاكمة يجد أنها تحتاج انصافا ومراجعة حقيقية واعادة اعتبار .. فالروس لم يتغيروا مع حلفائهم طوال عقود الصراع مع الغرب والتغيير الوحيد الذي بدا عليهم هو الذي سبق وتلا فترة البيريسترويكا وانهيار الاتحاد السوفييتي وهذا طبيعي ..
 
أما الحقيقة الصادمة والمثيرة للسخرية فعلا فهو أن من له تاريخا حافلا بالتغيرات والتقلبات والبهلوانيات والبيع والشراء في سوق السياسة هم الأمريكيون أنفسهم.. وهم أكثر من طعن حلفاءهم في الظهر والبطن والخاصرة والصدر .. وأكثر من يأتي الى أسواق السياسة ليقايض بأصدقائه ويتبرع بأعضائهم .. والأمثلة كثيرة للغاية ..
فهل نتذكر حكام سايغون الفيتناميين الذين كان رجالهم يتعلقون بعجلات طائرات الهليكوبتر الامريكية وهي تغادر السفارة الأمريكية في سايغون فيما يدفعهم الأمريكيون عنها في مشهد خالد لاينسى؟؟.. فقد تركهم الامريكيون لمصيرهم.. ليفرّ العملاء والحلفاء الفيتناميون بعدها الى الغابات التي لايزالون يعيشون فيها حتى اليوم كالبدائيين مع عائلاتهم من غير أدنى متطلبات الحياة الانسانية ولايجرؤون على الاطلال على حدود الغابات لأنهم سيعاملون كعملاء الأمريكان والخونة مثل لاجئي المخيمات التركية والأردنية واللبنانية الذين يجب أن يبقوا فيها كما فيتناميي سايغون .. فهل تريدون المزيد؟؟
 
نورييغا حاكم باناما القوي وحليف الأمريكان الذي انتزعوه من ملجئه في السفارة البابوية وزجوا به في السجن بتهمة الاتجار بالمخدرات؟؟نورييغا حاكم باناما القوي وحليف الأمريكان الذي انتزعوه من ملجئه في السفارة البابوية وزجوا به في السجن بتهمة الاتجار بالمخدرات؟؟هل نذكر نورييغا حاكم باناما القوي وحليف الأمريكان الذي انتزعوه من ملجئه في السفارة البابوية وزجوا به في السجن بتهمة الاتجار بالمخدرات؟؟..

وماذا عن عدنان مندريس التركي الذي انتهى مشنوقا؟ وماذا عن حاكم جورجيا ساكاشفيلي الذي اجتاحه بوتين ولم تحرك الولايات المتحدة ساكنا لنصرته رغم ان شرايينه أمريكية..؟؟

وهل نذكر تحالف الولايات المتحدة مع الرئيس الراحل صدام حسين لمحاربة ايران والذي زاره دونالد رامسفيلد بنفسه في بغداد ليبيعه السلاح الكيماوي.. ثم عاد وعلقه مشنوقا في بغداد بحجة استعمال السلاح الكيماوي؟؟

 وماذا عن حسني مبارك ؟ وماذا عن زين العابدين بن علي رجل الغرب القوي في تونس الذي ماكاد يرحل حتى تزوجت أميريكا من خليفته قبل انتهاء عدّتها (كأرملة ديكتاتور) .. وأعلنت زفافها على العريس الجديد "راشد الغنوشي" وأنجبت منه ابنا جميلا هو الأبله المرزوقي؟؟

وماذا عن الزعيم القذافي الذي اعتقد أن لاميريكا امانا فغازلها ولو مكرها؟؟

وماذا عن الراحل ياسر عرفات؟ ألم يجلس عرفات مع حكام البيت الأبيض واحدا تلو الآخر محاولا الوصول الى وعد الدولة المفقودة وانتهى سجينا في مكتبه لعامين كاملين يقرأ تحت أضواء الشموع تحت سمع أميريكا وبصرها؟؟ ..

هل تريدون المزيد؟؟ هل نذكركم بحلفاء أميريكا في لبنان سابقا الذين تركتهم أمهم تحت رحمة الرئيس الراحل حافظ الأسد عندما احتاجت بيع ممتلكاتها ودكاكينها وبضائعها اللبنانية بالجملة.. وعرضت حشمها وخدمها بتنزيلات من نوع اشتر واحدا وخذ الثاني مجانا !!! ..

وهل نذكر أسامة بن لادن وقاعدته .. ألم يبدأ حليفا وانتهى مدفونا في المحيط ..ولم يستحق من حلفائه حتى قبرا في الصحراء..
 
هل تريدون القائمة الافريقية؟ وهي طويلة للغاية .. أعتقد أن متابعة التعداد مرهقة .. لكن الأكثر فائدة هو تعداد القائمة القادمة التي باتت تنتظر دورها باتجاه سلة المهملات الأمريكية حيث المنتجات (منتهيات الصلاحية) ..

تذكروها جيدا وهي طويلة أيضا .. ولكن أشهر وأول الواصلين الى السلة هو رأس خالد مشعل ورأس حماس .. انني أرى أعمدة الحكمة السبعة تهوي رويدا رويدا .. وأحدها يسقط مباشرة على رأس الخائن خالد مشعل ..أراهن بعمري على ذلك ..

فلاتغرّنكم هذه المؤتمرات وحفلات الصخب والاعتراف والتحالف.. فالأمريكيون سادة النصب والاحتيال وحفلات التعارف المفخخة .. ونقطة ضعفهم هي العناد ضد كل قوانين الطبيعة حتى قوانين الجاذبية ..

وهناك نكتة غربية تلخص ماأعني وهي تقول:
في سياق الحرب الباردة بين الروس والأمريكيين وضمن برنامج السباق الى الفضاء كانت هناك معضلة حقيقية في تدوين الملاحظات والمكتشفات والرسائل بين رواد الفضاء لاعادة البيانات الى الأرض .. وذلك بسبب انعدام الجاذبية في الفضاء حيث لاينزل الحبر من الأقلام لأنه يصعد للأعلى .. فصمم العلماء الامريكيون قلما خاصا الكترونيا وجهزوه بتقنية ليزرية وبرنامج حاسوب معقد وشرائح شمسية دقيقة لمعاكسة قانون انعدام الجاذبية.. وقد بلغت كلفة تصنيع القلم عشرة ملايين دولار .. لكن رواد الفضاء الروس صعدوا ببساطة الى مركباتهم الفضائية وهم يضحكون من الاختراع الأمريكي فقد ردوا على ذلك الاختراع وتجهزوا جيدا .. بأقلام رصاص..ونفذوا مهامهم بنجاح ..

هذه نكتة غربية واعتبرت يوما احدى أشهر عشر نكات في الغرب .. وتعكس حقيقة القناعة أن الطريقة الروسية في معالجة الأمور شديدة البساطة وفعالة جدا أمام عقلية الأمريكي الذي يحشد لأية معضلة المال والعناد لقوانين الطبيعة .. يعاندون حتى قانون الجاذبية وانعدام الجاذبية ..فيما الروسي واقعي ويحترم الطبيعة..

القلم الذي اخترعه الامريكيون في النكتة الفضائية يشبه القلم الذي يكتبون به في الأزمة السورية .. وهذا القلم هو المعارضة السورية التي تعمل ملايين الدولارات لتزويدها بما يغلب قانون انعدام الجاذبية الوطنية .. وكل التكنولوجيا لمعاكسة قوانين الطبيعة وارغام الحبر على النزول من الأقلام بدل صعوده ..

حتى أن الأمريكيين طوروه الى ائتلاف معارض وجهزوه "برأس معاذ" وماأدراك مارأس معاذ !! انه تكوين انعدام الجاذبية نفسه .. وجهزوه بشريحة الكترونية هي الاعتراف بالممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري .. ولكن السوريين يضحكون من هذا الاختراع ويفضلون استعمال أقلام الرصاص الروسية .. بهدوء وبساطة ومن دون ضجيج .. كما فعل حلفاؤهم في الفضاء الخارجي ..

المعيب والعار في المعارضة السورية وأعمدة حكمتها هو أنها تنتظر أن يتغير الناتو أو يتغير الروس أو يتغير الله ويهديهم يوم قيامة خاصا .. ولكن أين هو عمود الحكمة الأكبر الذي يجب أن ألا يغفله المراهنون .. ؟؟ وهو العمود الذي يستند اليه القرار الوطني السوري.. وبسببه لايغيّر الله موقفه .. ولاالناتو .. ولاالروس..
 
انه "الشعب السوري" الذي هو وحده من يجب أن يتغير لتيغير نظام الحكم .. وطالما أن الشعب السوري لم يتغير فلن ينفع انتظار يوم القيامة .. ولاعمود الناتو .. ولاالعمود الروسي ..ولاأعمدة الدنيا كلها .. والشعب السوري حسم أمره وبدأت الخيمة العربية تتأرجح في عواصف الرفض الشعبي السوري المتنامي .. وعواصف الغضب ..
الأعمدة تهوي .. ورؤوس كثيرة ستتحطم تحتها .. فابتعدوا ماأمكنكم حفاظا على سلامتكم ..وعلى رؤوسكم ..وقد أعذر من أنذر

 River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!

No comments: