Saturday 23 February 2013

Erdogan will drink the poison in the same cup that he wanted Assad to drink



بقلم: سعيد سليمان سنا
دام برس:
كرّرها الناتو طويلا .. سورية ليست ليبيا وكان فعلاً يقصد ما يقول لأن سورية فعلاً ليست ليبيا . لكن في السر وتحت الطاولة كان الناتو ( الأمريكي ) يقول لحلفائه ( قطر ، وتركيا ) سورية مثل ليبيا ، وجسر الشغور وإدلب مثل بنغازي ، وكم راهن ( الأتراك و القطريون ) على إقامة منطقة عازلة ، وكانت تدرك واشنطن أن المنطقة العازلة ستكون مثل دارفور وليس مثل بنغازي ، على عكس ما وعد الناتو حلفاؤه حين حاول توريطهم بورطة كبيرة يفاوض فيها على رؤوسهم ، لأن الناتو يدرك تماماً أن الحظر الجوي على سورية يعني احتراق الشرق الأوسط وربما العالم .
الناتو كان يريد من منطقة جسر الشغور أو إدلب أن تتحوّل إلى دارفور مشتعلة يتمّ التفاوض مع السوريين عليها ، وأن تُستعمل هذه المنطقة لجر أسماء كبار الضباط والقادة إلى محكمة الجنايات الدولية للتفاوض مع سورية ،
يبقى السؤال بعد صمت طويل وطول انتظار : هل سيعود أوغلوا و أردوغان إلى التحدث بشؤون سورية قبل الإفطار وبعده وقبل الغداء وبعد الحمّام .
إن ما حدث في المناطق السورية وجبل الزاوية تحديدا أثبت لهم أن : جلّ ما سيقدمه الناتو هو القليل من المرتزقة ، ونعتقد أن الأتراك قد فهموا الرسالة ، ولكن القطريين ربما الأمر ليس بيدهم أن يفهموا الرسالة .
فالحملة التي تشنها فرنسا وإسرائيل ودول الخليج على تركيا تدل على أن الأتراك فهموا تماماً ألرسالة بل وفهموا أنّ الروس ربّما قد يقبلوا بخط غاز ( I T G I ) ولكن يستحيل أن يمر خط غاز ( NAPCO ) في المدى القريب ، والأتراك يدركون أنّ الغرب إذا ما ورّطهم فهم محاصرون ، ولكن إذا عاقبهم فلهم محيطهم ، نعم العالم يرسم من جديد وملوك النفط يحلمون بالبقاء في الماضي .

الساسة الأتراك اندفعوا صوب سوريا بطريقة غريبة خصوصا بعد فشل سياساتهم بتقاسم النفوذ مع إيران في العراق ، وبعد يأسهم من الدخول كعضو فاعل في الاتحاد الأوربي ، فقرروا التدخل في سوريا لإحراج إيران وإذلال أوربا في المستقبل . كانوا يظنون بأن القضية السورية مجرد أسابيع أو أشهر بسيطة وتنتهي الحكاية ، وتصبح سوريا من حصّة تركيا ، وحينها تساوم إيران في سوريا ولبنان وصولا للعراق أو تعرض صفقة ما على الإيرانيين أدواتها طائفية واقتصادية .

ومن الجانب الآخر كان في خلد تركيا إذلال أوربا و أنها ستكون ألجابي الذي لن يرحم ، والذي سيفرغ جيوب الجميع بضمنهم قادة الخليج ، والأوربيين ،
وفي نفس الوقت تذل الروس سياسيا من خلال سلاح الاقتصاد .
لقد ظن الساسة الأتراك بأن تركيا ستصبح الاب الروحي والأخ الأكبر " العراب " للقادة الجدد في سوريا ، وبالتالي ستمسك الخيوط كلها ،وسوف تقف بوجه جميع الخطوط الإستراتيجية وفي طريق جميع المخططات الإقليمية والدولية ،
وحينها تعلن بأنها الشرطي صاحب الهراوة في المنطقة فتخيل الساسة الأتراك بأمرهم سوف : 
  • لن تمر أنابيب الغاز القطرية إلى المتوسط إلاّ بموافقة تركية .
  • ولن يمر خط الحرير الاستراتيجي النازل من أفغانستان مرورا ببحر العرب فالخليج فالعراق فسوريا وصولا لمياه البحر المتوسط فأوربا . إلا بموافقة تركية .
  • ولن يمر ويصمد " الهلال الشيعي " من إيران نحو لبنان مرورا بسوريا بفعل الهلال السني الذي سترعاه تركيا .
  • ولن يبقى في لبنان نفوذا للسعودية وسوريا .
  • ولن يتحقق لها النفوذ السني في المثلث العراقي إلا بمشاركة تركية .
  • ولن يمر أنبوب الغاز العربي من مصر عبر سوريا والأردن إلا بقرار تركي .
  • ولن تحصل علي غاز أوربا منخفض الأسعار ، إلا من خلال الموافقة التركية ، وبعد دفع الرشاوى والرسوم الى تركيا .
فكل ما ورد أعلاه حفز الروس ليرموا بثقلهم خلف النظام السوري لأنها حرب اقتصادية شرسة وقذرة بالضد من روسيا ورأس حربتها دولة قطر وتركيا ومن ورائهما الولايات المتحدة ،
لأن وصول الغاز القطري الى مياه البحر المتوسط قبالة الساحل السوري سوف يصل لأوربا وبأسعار مخفضة فيعني كساد الغاز الروسي الذي تعتمد عليه أوربا .
وهذا ما دفع الأوربيين لدعم تركيا وبقوة بالضد من النظام في سوريا لأنهم أرادوا استعمال تركيا كشرطي وناطور ،

وحال اكتمال المخطط ستشاهد تكون المساومة بعضوية الإتحاد الأوربي أومن خلال تغيير النظام في تركيا وبأساليب كثيرة وبدعم واشنطن .

أما الصين فهي حليف رئيسي لإيران ، وأن أي ضعف لإيران يعني الضعف للصين ، وأن أي انهيار لإيران سيكون عاملا مهددا بل انهيارا قادما نحو الصين ، فسارعت لتقف الى جانب روسيا بدعم النظام السوري لأن الصين عرفت وتيقنت بأن ما يدور في سوريا هو مقدمة لما سيدور في إيران ،
وعرفت وتيقنت وأسوة بروسيا وإيران بأن بقاء الرئيس الأسد هو الذي يمنع تحقيق تلك الآمال التركية والأوربية والأمريكية ، ولهذا اصطفت أنقرة والدوحة والرياض وواشنطن والقاهرة وأوربا لتطالب بإسقاط الرئيس بشار الأسد خروجه من الحكم ،
أما السعودية فوجدتها الفرصة الذهبية لإبعاد الخلايا المتطرفة بعيدا ونحو سوريا ، ووجدتها فرصة ذهبية لتجامل واشنطن ومن جديد برفدها بالمسلحين وبالخلايا المتطرفة والوهابية لدعم المشروع الأميركي في سوريا ، وفرصة لتحسين جبهتها الداخلية وتعطيل المشاريع التغييرية في المملكة ،
والأهم وجدتها فرصة ذهبية لإسقاط " الهلال الشيعي " من خلال الخلايا المتطرفة والوهابية وفلول القاعدة، وكذلك من خلال تركيا .
ولدى السعودية أمنية أخرى وهي إسقاط حزب الله لتعود الحاكم الفعلي في لبنان .
كل هذا عرفته طهران فرسمت خططها على ضوء هذا الصراع ومن خلال النفس الطويل والصبر الجميل .
ولكن المتضرر ولحد هذه الساعة فهو ليس النظام السوري بل هي تركيا والخلايا المسلحة المتحالفة مع الإرهابيين في داخل سوريا والتي تمولها السعودية وقطر عبر تركيا وأطراف لبنانية ،
وأن الأطراف المحرجة ليست العراق أو إيران أو النظام السوري ، بل هي الجامعة العربية " العبريّة " و قطر والسعودية ودول الخليج وجميع الأطراف المؤججة للصراع ! ..
الولايات المتحدة آمنت بنظرية المغامرة والتخريب ونشر الفوضى ،
فليس من مصلحة الدول الأوروبية وبعض الدول العربية من مرافقة الولايات المتحدة نحو صياغة خطوات الشر ضد سوريا
" وليس كل مرة تسلم الجرّة " .
ويجب على الحكام العرب الذين لا زالت تطير من أراضيهم الطائرات الأميركية أن : يخجلوا ، ويضعوا حدا لهذا التمادي والاشتراك بالجريمة الإنسانية الكبرى ..!
فبعد نجاح الجيش السوري بصد الحرب الكونية في سوريا ، والتي اهم الحركات الجهادية والإرهابية أدواتها ومن مختلف التسميات .
وكذلك بعد نجاح الإدارة السورية في أدارة الأزمة في سوريا وعدم الانجرار نحو التهور راحت الدول الداعمة للإرهاب في سوريا لتفتضح أمام شعوبها ، وأمام الرأي العام العربي والإقليمي والدولي .
والأهم بعد أن عرفت الولايات المتحدة بأن ما يجري في سوريا قد يكون الكود السري لحرب إقليمية أو حتى حرب عالمية ثالثة وحينها سيكون أول الخاسرين وأول الضحايا هي إسرائيل والمصالح الأميركية في المنطقة بأسرها ولمصلحة تنظيم القاعدة ، وتنظيمات الجهاد الإسلامي وقوى أخرى مناوئة لواشنطن. خصوصا عندما برزت حقيقة ماثلة للعيان وهي أن :
بقاء الرئيس السوري بشار الأسد هو الذي يمنع الحرب الأهلية وهو الذي يقف بوجه " أفغنة " سوريا ،
لأن هناك مؤامرة لاستنزاف الدولة السورية وتهديم صرح الدولة وتحويل سوريا الى جمهورية موز فقيرة تتصارع فيها المافيات وزعماء الحرب .
وأن إسرائيل شعرت ولأول مرة بأن مقولة " الرمي في البحر " باتت شبه حقيقة وتقترب شيئا فشيئا من إسرائيل ،
ولكن بعد تدمير المنطقة بأسرها وللأبد فيما لو حسبنا أعداد الصواريخ النووية والأسلحة الذرية التي بحوزة إسرائيل ......
فالجيش السوري وعندما إستمات في الدفاع عن سوريا وعن نفسه يعرف جيدا أن بانتظاره : سيناريو الجيش العراقي بعد سقوط نظام صدام ، وأنه يعرف بأن الولايات المتحدة والغرب يريدان فرض ثقافة عسكرية جديدة في سوريا على أنقاض الثقافة السائدة ، ستكون مهمة الجيش السوري هي حماية إسرائيل والمشاركة بدعم واشنطن في حربها ضد ما يسمى بالإرهاب ومن خلال تأسيس جيش سوري هجين وجديد! وأن قادة الجيش السوري والقادة السياسيين والأمنيين وحتى كبار العلماء والمثقفين السوريين باتوا يعرفون بأن مصيرهم الاجتثاث والقتل والتهجير والسجن وأسوة بما حدث في العراق . وفي أحسن الأحوال إجبارهم على العمل في دول الخليج والأردن ضمن مؤامرة خليجية استعملت بالضد من علماء وكفاءات العراق وليبيا ،

والشعب السوري بات يعرف بأن ما يحدث هي مؤامرة كبيرة جدا وليس لها علاقة بالإصلاح ، وأن من يريد الإصلاح لا يدمر المدن والمنشآت والعملة والبنية التحتية في سوريا . فصار هناك وعيا بأن هناك حرب كونية في سوريا ومن مصلحة السوريين الصمود وإفشالها .

فحتى المعارضة السورية ليس لها رابط، وليس لها قيادة ، وحتى أن هناك جماعات تذبح وتفجر وتقتل وتنهب وتحتل القرى والنواحي وهي لا تعرف لماذا تعمل هكذا ؟ . ولا تعرف لمصلحة من ؟ . خصوصا هؤلاء الغرباء الوافدين للقتل والتفجير والذبح فأن كانوا يريدون الشهادة فلماذا لا يذهبون صوب إسرائيل ! .

لهذا فالجيش السوري وحسب المعلومات التي حصلنا عليها من اطراف سورية رفيعة قادر علي إنهاء التمرد تماما ، وفي غضون أسبوع ولكنه قرر تأجيل الحسم لما بعد الانتخابات الأميركية ، ويبدو أن هناك تفاهم سري بين " واشنطن و موسكو عبر دمشق " ومن خلال الهندسة الإيرانية بأن : لا يتم زيادة وتيرة الصراع في سوريا، خصوصا عندما أنذرت واشنطن الدول التي تمد المسلحين السوريين بالسلاح والعتاد والمال .

فحتى وأن أجبر الرئيس السوري جبرا على الدخول في : المشاريع الطائفية " التي يرفضها الأسد جملة وتفصيلا " سوف يجد وطنا جاهزا ، وهو أهم منطقة في سوريا ، وهي الساحل السوري ، بحيث سوف تمر عليه جميع خطوط الطاقة التي سببت الصراع في سوريا . ]] أي من يريد إسقاط الأسد في دمشق بسبب أمداد خطوط الغاز القطري والمصري ، سوف يظهر لهم الأسد في الساحل السوري وسوف يقف بوجه خطوط الغاز من جديد . [[ وخصوصا عندما نجح السوريون بربط الشريط الساحلي السوري مع الجنوب اللبناني حيث " حزب الله "

خلال الشهر الأخير ، وهي الرسالة الاستراتيجية والبالغة الأهمية التي أرسلها الرئيس الأسد والسيد نصر الله معا آلي واشنطن وباريس وبروكسل ولندن والى الدوحة وأنقرة والقاهرة والرياض والتي مفادها ] ها نحن أغلقنا الطريق على مخططاتكم أيضا [ .
من هنا سارعت الاستخبارات الدولية لتتخلص من رجل أمريكا في لبنان و رئيس فرع المعلومات في لبنان اللواء " وسام الحسن " لكي تصبح للدول الأوربية حجة للتدخل في لبنان ، وهذا ما حصل فعلا ، لا بل راحت تلك الدول لتقف بوجه أمنيات المعارضة اللبنانية التي يقودها فريق 14 آذار بزعامة الحريري ، وأعلنت دعمها لحكومة ميقاتي أي الدول الأوربية ، لا بل راح وليد جنبلاط ليبتعد عن سعد الحريري ، ويرسل الإشارات الودية لطهران وحزب الله . وكلها توسلات استباقية لحزب الله وطهران .
واستجداء أوربي أن لا ينفجر لبنان وتخسر أوربا كل شيء ومعها واشنطن التي دفعت بالأوربيين الى هذه المواقف .
السؤال :
  • أين ستتجه الحركات والمجاميع الإرهابية بعد دحرها من قبل الجيش السوري قريبا ؟ .
  • أين يتجه الغرباء الذين شحنتهم تركيا بأموال قطرية وسعودية نحو العمق السوري بعد دحرهم قريبا ؟ .
  • أين سيذهب السلفيون المتشددون الذين اشترتهم الرياض وقطر من السجون الأردنية والمغاربية ؟ .
  • أين سيذهب فلول القاعدة التي أتت بها تركيا وقطر والرياض من ليبيا والشيشان والعراق والمغرب العربي ؟ .
لن تدوم الفرحة التركية باستقطاب المستثمرين من السعودية وقطر والدول الخليجية ، فسوف تهرب المليارات الخليجية من تركيا قريبا وربما تعود للاستثمار في سوريا نفسها ! . ولن تنفع السياسة المذهبية التي يتبعها أردوغان في المدن العلوية ، بل ستكون سببا بخروج المارد " العلوي " والذي سيتشاطر مع المارد " الكردي " ضد النظام التركي بزعامة حزب العدالة والتنمية . فتركيا وحتى وأن بدأت عمليات الإعمار والترميم في سوريا فلن تحصل تركيا على شيء .
أما في العراق فهناك توجه رسمي وشعبي بعدم التعامل مع الشركات التركية بعد اكتشاف أن تلك الشركات التركية مليئة بالعيون الاستخبارية في جميع الدول التي تعمل فيها بضمنها العراق .

فتركيا ومثلما يقال باللهجة الشعبية : " بلعت الخازوق " . وسقط شعارها الذي رفعته : " صفر مشاكل " نحو شعار فرضته وستفرضه الظروف على تركيا هو " ألف مشاكل " فتركيا بانتظار عودة ما صدرته الى سوريا من إرهاب وموت ! .

لقد سقطت الأقنعة ، ومن أسقطها هو الجيش العربي السوري البطل و صمود القيادة السورية وحنكة في ادارة الأزمة .
عندما تغرق تركيا في مستنقع الخراب والتفجيرات والدماء هذا يعني إنهاء الأحلام التركية وللأبد بأن تصبح دولة عضو في الاتحاد الأوربي وسوف تصبح دولة شرق اوسطية بامتياز . أي سوف تصبح بيد الأوربيين حجة بعدم قبولها بينهم ، وهذا يعني أن الاستراتيجية الإسرائيلية بالضد من تركيا تخدم المخططات الأوربية بالنسبة لتركيا .

وهنا نستطيع القول سوف يشرب أردوغان سما بنفس الكأس الذي أراد أن يسقي به الأسد ! . أي سوف يعود الإرهاب الذي أشرفت عليه الحكومة التركية بزعامة أردوغان وأوغلو الى الحضن التركي وسوف يحرق أصابعهما ! .
التاريخ يعيد نفسه في سوريا ،
ولا ندري هل لسر الحروف التي تجمع : " روسيا بـ : سوريا " هي السر ، أم أن هناك سر أخر ؟ .
من يتابع سير الأحداث في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط يشعر بأن ما يجري : شبيه بسير الأحداث والسيناريوهات التي أعقبت الغزو السوفيتي لأفغانستان ، حيث عمليات التجميع للحشد الهائل لما يسمى بالمجاهدين والحركات الجهادية والسلفية وإرسالها للدول العربية بحجة الجهاد وتحرير الشعوب من الطغاة والديكتاتوريين ، وكل هذا بتمويل سعودي وخليجي ، وبتخطيط أميركي غربي إسرائيلي .

الخداع والغش والاحتشاد غير المسبوق ضد سوريا،
وكأننا نستذكر احتشاد الدول الخليجية والخلايا المتطرفة والجماعات الجهادية وأمريكا والغرب ضد الاتحاد السوفيتي في أفغانستان .

ما لذي حصل ويحصل ؟ .
ومن قال أن بن علي ، ومبارك ، وصالح ، والقذافي ، والأسد أكثر ديكتاتورية من حكّام الخليج وبعض الدول العربية التي ساندت عمليات الغزو و التغييرات التي حصلت في تلك الدول ، والأخرى الدائرة بطريقة بربرية في سوريا ؟
سوريا تجيد وأجادت التفرّج على الخصوم والأعداء ، ليس من باب الخوف أو الإٍستكانة ،ولكن من باب الحكمة ، ومن باب أن لا تكون هي البادية بأمر قد لا تحمد عقباه ، وهي المبادئ الأخلاق الإسلامية في زمن الصراع والحروب ، والتي تنصح بالتروي مع الاستعداد للصد والتوغل وأخذ زمام المبادرة ، وأنّ هذا التفرّج أتعب إسرائيل والولايات ألمتحدة ، و أتعب خصوم سوريا من اللبنانيين وغيرهم ،
الذين يتمنون أن يشاهدوا أعمدة الدخان والحرائق تنبعث من دمشق لا سمح الله ، وعلى طريقة خصوم العراق من الكويتيين سابقا ولاحقا ، ولكن هذا لا يعمم على الشعب اللبناني وعقلاء لبنان ، وكذلك لا يعمم على الشعب الكويتي وعقلاء الكويت .
وبقيت الخصلة الأخرى أو السياسة الأخرى أو الحكمة الأخرى التي أجادها السوريون وهي الكتمان المحمود للخصوم وللأعداء ،
فقد قالها السوريون : " كل ما يخص الأمن لن نعلن عنه " . وأنّ الكتمان هنا ليس كتمان الأشرار واللصوص والذين يقطعون الطرقات ، والذين يغيّرون جغرافياتهم بين فترة وأخرى ، بل أنّه كتمان محمود تحركه اليقظة ، وفي جغرافية واحدة وهي سوريا ،
ولهذا أصبحت الولايات المتحدة ومن معها ، وإسرائيل ومن معها يحسبون ألف حساب قبل الشروع بأية مغامرة أو محاولة لجس النبض السوري ، ومعرفة ردة الفعل السورية بل معرفة الكمائن السورية .
 ولقد جرّبوا من قبل وفشلوا .
ودون أن تكشف سوريا أسرار قوتها نتيجة الغضب وردة الفعل والتي اعتادوا عليها من خصومهم العرب ،وعبر تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي ، ولهذا صعّدت صحفهم العبرية ، ومنابرهم السياسية والخطابية ومنذ العدوان الإسرائيلي على لبنان " حرب تموز " ولحد هذه اللحظة ضد سوريا ، بأنّها :
  • تصّنع سلاحا فتاكا ،
  • وأنّها تهرب الأسلحة صوب لبنان ،
  • وأنّها استوردت سلاحا سريا من روسيا ،
  • وأنّها شريكة لطهران في صنع الصواريخ ،
  • وأنّها هرّبت السلاح عبر تركيا ،
وتهم كثيرة ومختلفة ، بحيث أصبحنا عاجزين من اللحاق بها كي ندونها ونناقشها .... علما أنّها وسيلة من وسائل الاستفزاز والحرب النفسية . لهذا يسرنا أن ننضم الى طابور الناصحين والمحذرين
قالوا لا يكفي أن تكون في النور لترى ، بل يجب أن يكون ما تراه في النور، ونحن السوريون نقول ساخرين : " قد يكفي أن تملك مناظير ليلية ، وترى أينما كنت . "  
.River to Sea Uprooted Palestinian
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of this Blog!



No comments: